تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

السياحة في ولاية كوركول… مزيج بين جمال الطبيعة ودفء الضيافة الأصيلة

تستعد مدينة كيهيدي لاحتضان فعاليات مهرجان ثقافة الضفة حيث يمتزج التراث والتنوع الثقافي بسحر الطبيعة الخريفية الخلابة في هذه المنطقة.

ويشكل هذا المهرجان كباقي المهرجانات التي احتضنتها أو ستحتضنها ولاياتنا الداخلية فرصة لإبراز ما تتمتع به منطقة الضفة من مقدرات سياحية وثقافية واقتصادية تشكل عوامل جذب للباحثين عن أماكن ملائمة لقضاء العطل، وللمستثمرين بالنظر لما تتمتع به هذه المنطقة من موارد اقتصادية كالزراعة والتنمية الحيوانية، إضافة إلى القطاع السياحي.

ويأتي تنظيم هذا المهرجان في إطار الجهود الهادفة لتعزيز السياحة الداخلية وخلق الظروف المناسبة التي تمكن الموظفين والأطر من قضاء عطلهم داخل الولاية تنفيذا للتوجيه الذي أصدره فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في هذا الإطار.

وتتمتع ولاية كوركل التي تحتضن هذا المهرجان بحكم وقوعها على النهر ببيئات فيضية ساحرة وأراضي خصبة تؤهلها لأن تكون موردا اقتصاديا في مجالات الزراعة والتنمية الحيوانية، إضافة إلى موقعها المميز وطبيعتها الآسرة التي تجعلها مؤهلة لأن تكون وجهة سياحية واعدة.

وتتوفر هذه الولاية على معالم طبيعية وثقافية متعددة من ضمنها سد فم لكليته الذي يقع في أقصى شرقها والذي يعتبر من أبرز المعالم الهندسية والبيئية فيها، حيث يسهم في ري آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية، ويشكل موئلا طبيعيا للطيور.

وتحتضن ولاية كوركل كذلك تراثا ثقافيا متنوعا يتجلى في الفنون التقليدية مثل الصباغة اليدوية والمطبخ المحلي المميز، إضافة إلى توفرها على أضرحة تاريخية من بينها ضريح “اتيرنو سليمان بال” مؤسس الحركة الإمامية، وضريح المحارب “صامبا غالاديو اديغي” أمير دانيانكوبي.

ولإبراز المقومات السياحية في هذه الولاية والجهود المقام بها لتعزيز السياحة الداخلية أجرى مكتب الوكالة الموريتانية للأنباء مقابلة مع المندوب الجهوي للمكتب الوطني للسياحة، السيد الخو زيني، أوضح خلالها أن جهود المكتب منذ اعتماده هناك تركزت على إبراز المعالم السياحية في مقاطعات الولاية الخمس، وتوثيق خصوصية كل منها، تنفيذا لتوجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الهادفة لترقية قطاع السياحة وخاصة السياحة الداخلية.

وأشار إلى أن السلطات الإدارية والأمنية، بتوجيه مباشر ومتابعة من والي الولاية، وبالتنسيق مع وزارة التجارة والسياحة والمكتب الوطني للسياحة، أوفدت فرقا ميدانية لجرد أهم المعالم السياحية والأثرية والثقافية على مستوى الولاية، مشيرا إلى أن هذه الجهود مكنت من تحديد سبعة عشر وجهة سياحية، من أبرزها سد فم لكليته، وتامورت لمريفك، وهضبة انضيات، وتامورت الشينة، وقرية جول التاريخية، إضافة إلى العديد من الأودية والهضاب والمناطق الطبيعية الخلابة.

واستعرض التحديات التي تواجه تسويق المقدرات السياحية في الولاية داخليا وخارجيا، والتي من أبرزها نقص البنى التحتية السياحية من فنادق ونزل واستراحات، وضعف التكوين في المجالات المرتبطة بالقطاع السياحي، ووعورة الطرق المؤدية للمواقع السياحية التي يحتاج أغلبها إلى ترميم وصيانة.

وقال إن تزايد عودة أبناء الولاية لقضاء عطلهم فيها هذه السنة تلبية لتوجيه فخامة رئيس الجمهورية، مستمتعين بجمال الأودية والجبال والمسطحات المائية، ساهم في إنعاش الحركة السياحية وزيادة دخل الأسر المحلية.

وأوضح أن توجيه فخامة رئيس الجمهورية المواطنين، وبالأخص المسؤولين، بقضاء عطلهم داخل الوطن بدلا من السفر إلى الخارج، يعبر عن وعي استراتيجي عميق، مشيرا إلى أن هذا القرار أسس لمرحلة جديدة من الوعي الوطني بأهمية تطوير وتفعيل القطاع السياحي الداخلي.

وأضاف أن هذه الرؤية جعلت من السياحة الداخلية ركيزة أساسية لا تقتصر على الترفيه، بل تشكل محركا اقتصاديا واجتماعيا مهما، من خلال الاستثمار في الموارد السياحية لتعزيز الاقتصاد الوطني، وجذب المواطنين لاكتشاف وطنهم والاستفادة من فرص العمل، وتطوير الخدمات في المناطق التي تعاني ضعف النشاط الاقتصادي، ونشر الوعي بقيمة التراث الوطني وتعزيز اللحمة الاجتماعية عبر التفاعل بين مختلف مناطق البلاد.

وأكد أن النشاط السياحي يعود بالنفع على مختلف شرائح المجتمع، بدءا من الأسر المستضيفة، مرورا بوكالات النقل ومحطات الوقود وأصحاب النزل والمطاعم، وصولا إلى الحرفيين.

ودعا المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين إلى اغتنام الفرص التي يوفرها هذا القطاع، مثمنا دعم فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، لقطاع السياحة واهتمامه الكبير بتنميته.

وأشار إلى أن ولاية كوركل تمثل بحق جوهرة خفية، تجمع بين تنوع الطبيعة وثراء التراث الثقافي، وتمنح الزائرين تجربة فريدة تمزج بين جمال المناظر الطبيعية ودفء الضيافة المحلية، بعيدا عن صخب الوجهات السياحية التقليدية.

اثنين, 18/08/2025 - 00:19