 
أطلقت السلطات العمومية، صباح اليوم السبت، سلسلة لقاءات مجتمعية في قرية أغور التابعة لبلدية المكفة الحدودية بولاية الحوض الشرقي، أقصى شرق موريتانيا، ضمن مبادرة لتعزيز التعايش السلمي بين المواطنين والسكان اللاجئين القادمين من دولة مالي المجاورة.
وتُنظَّم هذه اللقاءات من قبل خلية تنسيق ومتابعة برامج تنمية الحوض الشرقي، وشملت فعاليات تلك اللقاءات على محاضرات علمية، ومداخلات مجتمعية، أُقيمت وسط حضور متنوع من القيادات المحلية، ممّن يمثلون المجتمع المدني( القيادات الدينية، والمؤسسات الإدارية).
وتهدف المبادرة إلى ترسيخ قيم التعايش بين الضيوف والمضيفين، وتقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة، وحشد الجهود المشتركة نحو تنمية محلية شاملة ومتوازنة، تستوعب تداعيات النزوح والتبدل السكاني وضمان أن يكون اللاجئون ضيوفًا يُعاملون بكرامة، لا أن يصبح وجودهم مصدر فتنة أو تذمّر.
وصرح يحي ولد الحسين ممثل خلية التنسيق والبرامج، بأن التعايش السلمي ليس شعارًا يُرفع فقط، بل هو ركيزة الاستقرار الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، مشددا على أن السلطات العمومية تسعى من خلال هذه الجلسات إلى صياغة تنمية محلية مندمجة تلبي آمال وتطلعات جميع المواطنين، سواء كانوا مضيفين أو ضيوفًا.
أما عمدة بلدية المكفة، السيد عبد الله ولد سيدي، فقد أكّد بدوره أنّ توحيد الصفوف نحو مستقبل مشترك، هو من أولى الغايات التي تسعى إليها الإدارة المحلية، لتحقيق انسجام ملموس بين جميع مكونات المجتمع في المناطق الحدودية مثل أغور التى تحوي واقعًا يتسم بالتداخل بين الثقافات والتحديات.
وتأتي هذه اللقاءات في إطار تعزيز التعايش السلمي، وترسيخ ثقافة القبول بالآخر، وتطويق كل ما من شأنه أن يعكّر صفو الانسجام المجتمعي في هذا الحيز الحدودي الحساس من أجل خطوات واعية نحو بناء مستقبل تتعانق فيه القلوب قبل الأيادي، ويزدهر فيه الإنسان في ظل الأمن، والتفاهم، والتكافل بين من جمعتهم الأرض والتاريخ والمصير المشترك.
