انطلقت صباح اليوم الجمعة في مدينة وادان التاريخية، النسخة الرابعة عشرة من مهرجان مدائن التراث.
ويتميز هذا المهرجان، المنظم تحت شعار: “مهرجان مدائن التراث: قافلة لتنمية مدننا القديمة”، بتنوع فعالياته التي تلبي اهتمامات ساكنة المنطقة، حيث يتضمن مكونات أساسية: تنموية وعلمية وفنية، ومجموعة متنوعة من الأنشطة الثقافية والرياضية والترفيهية.
في كلمة بالمناسبة أوضح وزير الثقافة والفنون والاتصال والعلاقات مع البرلمان، الناطق باسم الحكومة، السيد الحسين ولد مدو
أنه تم قبل خمس سنوات إطلاق المكوّنة التنموية لمهرجان مدائن التراث، التي شملت كافة المدن القديمة، إضافة إلى مدينة “جول”، مشيرا إلى أن هذه المكوّنة تأسست على رؤية بعيدة المدى استهدفت الإنسان قبل العمران فكان من نتائجها أن تنامت وترسخت وتحولت إلى مسار تنموي متكامل، تتجدد ثماره ويُقاس أثره في حياة الناس وفي ملامح المكان، وفق رؤية مؤسسة على الإنصاف بوصفه قاعدة للحكم، وعلى قيم المواطنة الجامعة باعتبارها الإطار الناظم لوحدة الوطن وتنوعه، وعلى إرادة صلبة في تغيير الصور النمطية التي طالما شوّهت الوعي وأضعفت الثقة، من أجل كشف ومواجهة كل الممارسات السالبة التي عطّلت طاقات الوطن، وقيّدت إمكاناته، وأعاقت انطلاقته الطبيعية، وعززت بقاء كيانات ما قبل الدولة من قبلية وعرقية وشرائحية.
وأضاف أن جميع المؤسسات التي انبثقت في عهد فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تندرج في هذا السياق، بوصفها تكريسا لتلك البوصلة القائمة على إعلاء قيمة المواطنة إنصافا وتآزرا، وترسيخ المدرسة الجمهورية، والتأمين الصحي، والعدالة الاجتماعية.
وأوضح أن هذه الدورة من مهرجان مدائن التراث منسجمة كل الانسجام مع السياسة العامة للدولة، إذ تمثل ثورة جعلت من التراث رافعة للتنمية، ومن الثقافة روحا للتلاحم الاجتماعي، مشيرا إلى أن هذه النسخة شهدت تطورا نوعيا في مكوّناتها التنموية والعلمية والأدبية، من خلال استثمارات بلغت أربعة مليارات أوقية في مجالات حيوية شملت التعليم والصحة والطاقة والمياه، والاهتمام بالواحات باعتبارها ذاكرة أساسية قبل أن تكون موردا اقتصاديا.
وبين الوزير أن هذه الاستثمارات شملت كذلك تدخلا اجتماعيا تمثل في دعم المساجد والمحاظر، وترميم المدينة القديمة، ودعم التعاونيات النسائية والشبابية، والحرفيين، وذوي الاحتياجات الخاصة، والنُّزُل السياحية، فضلا عن إقامة قرية تراثية متنوعة بأسلوب نوعي، وافتتاح إذاعة وادان، بما يعزز استقرار الساكنة.
وقال إن المكوّنة العلمية للمهرجان حظيت بعناية خاصة حيث سيتم تنظيم عشرات الندوات والمحاضرات العلمية والفكرية، بمشاركة باحثين ومفكرين وطنيين وأجانب، تتناول تاريخ المدائن وأدوارها الحضارية كجسور للتواصل ومراكز للإشعاع الثقافي.
وأشار إلى أن مدينة وادان ستتحول خلال هذه الأيام إلى فضاء حي للإبداع والتلاقي، عبر تنظيم أمسيات أدبية وشعرية وسهرات فنية تعبّر عن التعدد الثقافي الوطني، وتفتح المجال أمام التفاعل بين الحضور.
وأكد الوزير أن سنة 2025 شكّلت محطة بارزة في مسار تنفيذ برنامج وطني طموح، حيث شهد قطاع الثقافة حركية جادة، خاصة في المجال التراثي، وترقية مكوّنات التراث الوطني، إذ تم خلال السنة الماضية، ولأول مرة، ترفيع المحظرة إطارا جامعا والاعتراف بها تراثا عالميا، كما تم تسجيل ملحمة صَنْبَه – كَالْأَجُّو تراثا إنسانيا من طرف اليونسكو، إضافة إلى الاعتراف بـاللغة الولفية كلغة عا
برة للحدود.